مع تقدم الرجال في العمر، لا تتراكم الحيوانات المنوية طفرات عشوائية فحسب، بل طفرات تساعد الخلايا على الانقسام والبقاء على قيد الحياة، حتى لو كانت تلك التغييرات تزيد من خطر الإصابة بالأمراض الوراثية في النسل. ونشرت نتائج الدراسة في مجلة الطبيعة.
أجرى فريق دولي من الباحثين تحليلاً جزيئيًا شاملاً للحيوانات المنوية لدى 75 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 22 و84 عامًا باستخدام طريقة التسلسل NanoSeq عالية الدقة. وكان الهدف هو تحديد كيفية تصرف أنواع مختلفة من الطفرات مع الشيخوخة في خط جرثومة الذكور وكيف تتطابق هذه العمليات مع تنبؤات النماذج النظرية.
تم العثور على تواتر الطفرات المحايدة لزيادة خطيا ويمكن التنبؤ به. ومع ذلك، تظهر الطفرات الضارة زيادة أكثر دراماتيكية؛ بينما عند الرجال الذين يبلغون من العمر 30 عامًا تقريبًا، يحمل حوالي 2% من الحيوانات المنوية تغيرات مرضية محتملة، وترتفع هذه النسبة إلى 4.5% بحلول عمر 70 عامًا.
يعزو الباحثون هذه الظاهرة إلى ما يسمى الطفرات المحركة، وهي التغيرات الجينية التي تمنح الخلايا مزايا في الانقسام والبقاء على قيد الحياة. وعلى الرغم من أن هذه الطفرات قد تكون مفيدة للحيوانات المنوية نفسها، إلا أن حوالي ثلثيها يرتبط باضطرابات النمو والاستعداد لعدد من الأمراض.
يؤكد المؤلفون على أن "مفارقة الاختيار" هذه للسلالة الذكورية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند تقييم المخاطر الجينية. ويوصيون سكان البلدان المتقدمة بإيلاء هذه الحقيقة اهتماما خاصا، نظرا للزيادة في متوسط عمر الأبوة لدى هؤلاء السكان.
الترجمة:يوروميديا 24.كوم-في:








