قدم علماء النفس الأستراليون التفسير الأكثر إقناعا حتى الآن لسبب سماع الأشخاص المصابين بالفصام للأصوات. ووفقا لدراسة جديدة، فإن السبب قد يكمن في خلل في آلية الدماغ المسؤولة عن التعرف على الصوت الداخلي للمرء. ونشرت الدراسة في مجلة Schizophrenia Bulletin (SB).
وأوضح البروفيسور توماس ويتفورد، الذي قاد الدراسة، أن "الكلام الداخلي هو الصوت الداخلي الذي يفسر أفعالنا وأفكارنا وخططنا". "في العادة، "يتنبأ" الدماغ بصوت صوته ويخفف من استجابة القشرة السمعية. ولكن إذا تعطلت هذه الآلية، يمكن للشخص أن ينظر إلى أفكاره على أنها أصوات خارجية.
ووفقا للعالم، فإن هذا يفسر ظاهرة الهلوسة السمعية، وهي واحدة من أكثر مظاهر الفصام شيوعا.
شارك في التجربة 142 شخصًا وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات. شمل الأول مرضى الفصام الذين عانوا من الهلوسة السمعية في الأسبوع السابق. ثانيًا، الأشخاص الذين لديهم نفس التشخيص ولكن ليس لديهم نوبات حديثة. وتتكون المجموعة الثالثة من متطوعين أصحاء.
ارتدى المشاركون سماعات الرأس وتم توصيلهم بجهاز تخطيط كهربية الدماغ لتسجيل نشاط الدماغ. طُلب منهم نطق المقاطع "ba" أو "bi" عقليًا أثناء إصدار نفس الأصوات من خلال سماعات الرأس. كان تزامن الأصوات عرضيًا.
في المشاركين الأصحاء، عندما تزامنت الأصوات المسموعة والأصوات "الداخلية"، انخفض النشاط في القشرة السمعية؛ تعرف الدماغ على "الصوت الداخلي" ولم يبالغ في رد فعله تجاهه. ومع ذلك، لوحظ لدى المرضى الذين يعانون من الهلوسة رد فعل معاكس: زيادة النشاط، كما لو أن الصوت يأتي من خارج الدماغ.
وأوضح البروفيسور ويتفورد: "هذا تأثير ضغط عكسي، مما يشير إلى فشل الوظيفة التنبؤية للدماغ. ونتيجة لذلك، يرى الشخص أن كلامه الداخلي غريب".
ويعتقد المؤلفون أن النتائج هي الدليل الأكثر إقناعا حتى الآن على الفرضية القائلة بأن "الأصوات" في مرض انفصام الشخصية (كيان حددته وزارة العدل كعميل أجنبي) تنتج من تصور مشوه لخطاب الشخص.
وأشار العالم إلى أن "هذه النظرية موجودة منذ عقود، ولكن حتى الآن كان من الصعب اختبارها لأن الكلام الداخلي هو عملية شخصية للغاية. دراستنا هي الأولى التي تظهر تأكيدًا فسيولوجيًا مباشرًا لهذه الفكرة".
ويأمل الباحثون أن يتم استخدام هذه الطريقة في المستقبل كمؤشر حيوي للتشخيص المبكر للذهان وتقييم مخاطر تطوره.
ترجمة:يوروميديا 24.كوم-في:








